محاضرة نشأة الطباعة في العالم (لطلاب كلية الاعلام)
نشأة الطباعة فى العالم
• الإرهاصات الأولى للاتصال قبل اختراع المطبعة:
إن الإعلام والاتصال قديم قدم الحياة الاجتماعية للإنسان، أي منذ أصبح الفرد عضواً في جماعة، وصار في مقدرته أن يستقبل الأخبار، وأن ينقلها سواء عن طريق النفخ في الأبواق أو المنادين.. وهي ما تسمى بالمرحلة السمعية أو الصوتية في تبادل الأخبار.. أو عن طريق النقش على الأحجار وجدران المعابد والمقابر.. والرسائل الإخبارية التي كانت تنقل عن طريق الرسل أو الرواة أو المبعوثون الرسميون مستخدمين الخيول أو الحمام الزاجل أو السفن.. وهي ما تسمى بالمرحلة الخطية في تبادل الأخبار والاتصال.
وقد برع في استخدام مختلف أشكال الاتصال المسموع والمخطوط وكانت الأسواق منابر مهمة لهذه الأنماط من الاتصال، ومع ظهور الإسلام وما أتى به من نهضة حضارية وثقافية نشطت أساليب الاتصال المخطوط لتلبي حاجات المسلمين إلى كتابة القرآن وتدوين السنة، وترجمة البحوث والفنون والعلوم، والتي أسهمت في نهضة البشرية، وكان من أعلامها ابن سينا، والفارابي، و
ابن الهيثم، وابن خلدون وغيرهم.
وتوسعت عمليات الكتابة الخطية (المنسوخة) مع توسع حركة الترجمة الأوروبية لإبداعات النهضة الإسلامية في كتب منسوخة كان لها الفضل الأول والأكبر في النهضة الحضارية التي تعيشها المجتمعات الأوروبية في العصر الراهن.
ولكن الكتاب المنسوخ لم يمكن يفي بالغرض، خاصة مع تطور المناخ السياسي والثقافي في أوروبا في أعقاب عصر النهضة، فأصبحت الحاجة ملحة للبحث عن وسيلة تلبي الاحتياجات الاتصالية والثقافية والمعرفية للبشرية والتي لم يعد الكتاب المنسوخ قادراً على الوفاء بها لارتفاع ثمنه، وبطء عمليات النسخ، واحتكار النبلاء والأثرياء والأفراد للناتج الثقافي والعملي من الكتاب المنسوخ، فأصبحت الحاجة ملحة للبحث عن وسيلة آلية سريعة لإنتاج عدد كبير من النسخ المتشابهة والمتطابقة من حيث الشكل، والمنخفضة من حيث التكلفة.
• اختراع الطباعة.. ودوره في نهضة المجتمعات البشرية:
هناك من يرى أن اختراع الطباعة هو أعظم اختراع في تاريخ البشرية على الإطلاق، حيث يسرت نشر الأبحاث والتجارب العلمية مما مهد الطريق أمام العلماء في مختلف المجالات لإتمام اختراعاتهم التي أسعدت البشرية، كما أن الطباعة وفرت العلم والثقافة أمام الجميع حتى الطبقات الفقيرة، ويسرت الحفظ والاستفادة من التراث الإنساني، وأمكن من خلالها نقل هذا التراث من جيل لآخر، ومن دولة لأخرى.
ويخطئ من يعتقد أن "جوتنبرج" هو الذي اخترع الطباعة بالحروف المتفرقة لأول مرة في التاريخ، حيث أن هذه الفكرة قديمة حيث توصل إليها الصينيون من قبل، فصنعوا حروفا متفرقة من الخشب، ومن الخزف، غير أن هذه الحروف كانت سريعة التلف مما جعل استخدامها يتم على نطاق محدود وفي المجال الديني على وجه الخصوص.
ولهذا فكر "جوتنبرج" –والذي كان يعمل صائغا- في تطوير تلك الفكرة بابتكار المادة المصنوعة منها هذه الحروف وهي المعادن، وقد اعتمد في صناعة حروفه المعدنية على الطريقة نفسها التي تستخدم في صناعة الحلي الذهبية معتمدا على معادن رخيصة السعر كالرصاص، ثم أضاف إليه القصدير ليجعله أكثر مقاومة للصدأ والتآكل، كما أضاف "الأنتيمون" لتصبح تلك السبيكة المعدنية مثالية في إنتاج حروف طباعية متفرقة لا تتآكل بسرعة، ولا تصدأ، ولا تتمدد بالحرارة أو تنكمش بالبرودة، وكان أول ما طبعه "جوتنبرج" بهذه الطريقة هو "الكتاب المقدس".
ولم يتوقف فضل "جوتنبرج" على الطباعة الحديثة على ابتكار فكرة الحروف المعدنية المتفرقة بل أوجد طريقة للإمساك بتلك الحروف بعد جمعها، وابتكر كذلك (إطاراً) يضع فيه السطور المراد جمعها، بل حاول أن يقدم العديد من التجارب لصناعة "حبر" يتميز بدرجة لزوجة عالية لتناسب الحروف البارزة، كما أنه وضع تصميماً لأول طابعة في تاريخ البشرية.
وقد انتشرت الطابعة أول الأمر في مدن ألمانيا مهد "جوتنبرج" ثم انتقلت إلى إيطاليا، فسويسرا، وفرنسا، وهولندا وبلجيكا وأسبانيا وأخيراً انجلترا، أما الولايات المتحدة الأمريكية فلم تعرف الطابعة إلا في أوائل القرن السادس عشر.
أنواع الطباعة:Û
عرف الإنسان ثلاث أنواع للطباعة هي:
1- الطباعة بالحروف البارزة:
وهي الطريقة التي بدأها "جوتنبرج" بالحروف المنفصلة.
2- الطباعة الغائرة:
حيث احتاج الإنسان إلى تطوير نمط طباعي يمكن من طبع الصور والرسوم التي لم تكن لطباعة البارزة تستطيع القيام بها، فظهر نوع آخر من الطباعة سمي (بالروتوغرافور) أي الطباعة من السطح الغائر، وإن اقتصر استخدامها على إنتاج المطبوعات الفاخرة المصورة لاسيما المجلات.
3- الطباعةالحجرية (الملساء):
وهي الطريقة التي عرفت أيضاً بطريقة (Lithography) والتي توصل إليها "لويس سينفيلدر"، وانتشرت بسرعة لأنه أقل تكلفة وأكثر دقة، وتعتمد على معالجة الأجزاء الطباعية بحبر دهني، ومعالجة ما حولها (الأجزاء غير الطباعية) بالماء، بحيث نضمن عدم اختلاط أي منهما بالآخر في أثناء الطباعة. Û الطباعة في العالم العربي:
نشأت الطباعة العربية أول الأمر خارج حدود العالم العربي، حيث طبع القرآن والإنجيل والتوراة في أوروبا، كما أخرجت المطابع الهولندية والإنجليزية والفرنسية مئات من كتب التراث العربي الخالد.
وقد تأخر العالم العربي في معرفة الطبااعة بطرقها المختلفة لعدة أساب في مقدمتها الحصار الذي فرضه العثمانيون على العالم العربي بشكل فرض عليه العزلة لسنوات طويلة، الأمر الذي انعكس بالسلب على مختلف جوانب الحياة في العالم العربي فساد التخلف والجهل، فضلاً عن عدم اهتمام وإيمان العثمانيين أنفسهم بإدخال الطباعة وأهميتة لنهضة الشعوب خاصة بعد المرسوم العثماني الذي اعتبر الطباعة"رجس من عمل الشيطان".
وكانت لبنان أول بلد عربي يعرفالطبااعةوإن كانت بحروف غير عربية، بينما كانت سوريا أو بلد عربي يعرفالطباعة بحروف عربية، أما مصر فلم تعرف الطباعة إلا في عهد الحملة الفرنسية التي حملت معها مطبقة ذات حروف فرنسية وعربية.
ويعتبر "محمد علي" صاحب الفضل والسبق في إرساء أو مطبعة مصرية هي مطبعة بولاق عام (1821) وكانت تعتمد علىالطباعةالحجرية (الملساء)، ولم يكتف "محمد علي" بإنشاء تلك المطبعة ولكن وفر لها المادة الخام، بإنشاء مصنع صغير للورق، وأرسل البعثات إلى أوربا لتعلم فن الطباعة، كما استخدم الخبراء من فرنسا وإيطاليا لتعليم المصريين فن الطباعة.
ثانياً: العواملÛ المؤثرة في نشأةالصحافة:
• المفهوم العلمي للصحافة:
مازال الطموح إلى إيجاد تعريف شامل للصحافة أملاً يراود الكثيرين من العاملين في الدراسات الصحفية، غير أن التجربة التاريخية والواقع العلمي يؤكدان صعوبة ذلك، ذلك أن مفهوم الصحافة قد اتخذ أبعاداً جديدة مع تطور الممارسة الصحفية، ونمو الدراسات الصحفية، بحيث لم يعد هناك اليوم مفهوماً واحداً للصحافة يمكن أن يتفق عليه الجميع، وعلى هذا الأساس فإن أية محاولة لتحديد المفهوم الحديث للصحافة لابد أن نلجأ لأكثر من مدخل، نرصد منها أربعة مداخل على النحو التالي:
1- المدخل اللغوي:
ويبحث في المعنى القاموسي لكلمة "صحافة"، ويرجع الفضل "لنجيب حداد صاحب صحيفة "لسان العرب" لاستعماله لفظ "الصحافة" بمعنى صناعة الصحف والكتابة فيها، ومنها اشتقت كلمة "صحفي".
2- المدخل القانوني:
ويبحث في التعريف الذي تأخذ به قوانين المطبوعات باعتبار أن الصحيفة هي دورية مطبوعة تصدر في عدة نسخ، وبشكل منتظم، وفي مواعيد ثابتة متقاربة أو متباعدة.
3- المدخل الأيديولوجي:
حيث يعني هذا المدخل بطبيعة العلاقة التي ترتبط الصحافة بالواقع الاجتماعي والاقتصادي في المجتمع الذي تصدر به الصحيفة، حيث تتأثر بالنظام السياسي والاجتماعي القائم ومن ثم بالأيديولوجية التي يؤمن بها هذا المجتمع، مما أنتج المدارس الصحفية المتباينة منها الليبرالية والاشتراكية.
4- المدخل التكنولوجي:
حيث ارتبط ظهور الصحف تاريخيا باختراع المطبعة، وكانتالطباعةمرحلة متميزة في تاريخ البشرية، وقد دخل التطور في تكنولوجيا الإعلام والاتصال في السنوات العشر الأخيرة مرحلة جديدة بات معها وجود الصحف ذاتها محل تساؤل، ولم يكن غريباً أن يطرح السؤال التالي: هل يشهد القرن الحادي والعشرين نهاية الصحف المطبوعة لتحل محلها الصحف الإلكترونية؟ وهل ستؤدي المعالجة الإلكترونية للصحافة في مختلف مجالات العمل الصحفي إلى هدم الأسس الجوهرية التي يقوم عليها مفهوم الصحف باعتبارها دوريات مطبوعة تصدر بشكل منتظم وفي مواعيد ثابتة؟ وهل سيقدم الإعلام الإلكتروني بدائل عملية للصحف؟
نشأة الطباعة فى العالم
• الإرهاصات الأولى للاتصال قبل اختراع المطبعة:
إن الإعلام والاتصال قديم قدم الحياة الاجتماعية للإنسان، أي منذ أصبح الفرد عضواً في جماعة، وصار في مقدرته أن يستقبل الأخبار، وأن ينقلها سواء عن طريق النفخ في الأبواق أو المنادين.. وهي ما تسمى بالمرحلة السمعية أو الصوتية في تبادل الأخبار.. أو عن طريق النقش على الأحجار وجدران المعابد والمقابر.. والرسائل الإخبارية التي كانت تنقل عن طريق الرسل أو الرواة أو المبعوثون الرسميون مستخدمين الخيول أو الحمام الزاجل أو السفن.. وهي ما تسمى بالمرحلة الخطية في تبادل الأخبار والاتصال.
وقد برع في استخدام مختلف أشكال الاتصال المسموع والمخطوط وكانت الأسواق منابر مهمة لهذه الأنماط من الاتصال، ومع ظهور الإسلام وما أتى به من نهضة حضارية وثقافية نشطت أساليب الاتصال المخطوط لتلبي حاجات المسلمين إلى كتابة القرآن وتدوين السنة، وترجمة البحوث والفنون والعلوم، والتي أسهمت في نهضة البشرية، وكان من أعلامها ابن سينا، والفارابي، و
ابن الهيثم، وابن خلدون وغيرهم.
وتوسعت عمليات الكتابة الخطية (المنسوخة) مع توسع حركة الترجمة الأوروبية لإبداعات النهضة الإسلامية في كتب منسوخة كان لها الفضل الأول والأكبر في النهضة الحضارية التي تعيشها المجتمعات الأوروبية في العصر الراهن.
ولكن الكتاب المنسوخ لم يمكن يفي بالغرض، خاصة مع تطور المناخ السياسي والثقافي في أوروبا في أعقاب عصر النهضة، فأصبحت الحاجة ملحة للبحث عن وسيلة تلبي الاحتياجات الاتصالية والثقافية والمعرفية للبشرية والتي لم يعد الكتاب المنسوخ قادراً على الوفاء بها لارتفاع ثمنه، وبطء عمليات النسخ، واحتكار النبلاء والأثرياء والأفراد للناتج الثقافي والعملي من الكتاب المنسوخ، فأصبحت الحاجة ملحة للبحث عن وسيلة آلية سريعة لإنتاج عدد كبير من النسخ المتشابهة والمتطابقة من حيث الشكل، والمنخفضة من حيث التكلفة.
• اختراع الطباعة.. ودوره في نهضة المجتمعات البشرية:
هناك من يرى أن اختراع الطباعة هو أعظم اختراع في تاريخ البشرية على الإطلاق، حيث يسرت نشر الأبحاث والتجارب العلمية مما مهد الطريق أمام العلماء في مختلف المجالات لإتمام اختراعاتهم التي أسعدت البشرية، كما أن الطباعة وفرت العلم والثقافة أمام الجميع حتى الطبقات الفقيرة، ويسرت الحفظ والاستفادة من التراث الإنساني، وأمكن من خلالها نقل هذا التراث من جيل لآخر، ومن دولة لأخرى.
ويخطئ من يعتقد أن "جوتنبرج" هو الذي اخترع الطباعة بالحروف المتفرقة لأول مرة في التاريخ، حيث أن هذه الفكرة قديمة حيث توصل إليها الصينيون من قبل، فصنعوا حروفا متفرقة من الخشب، ومن الخزف، غير أن هذه الحروف كانت سريعة التلف مما جعل استخدامها يتم على نطاق محدود وفي المجال الديني على وجه الخصوص.
ولهذا فكر "جوتنبرج" –والذي كان يعمل صائغا- في تطوير تلك الفكرة بابتكار المادة المصنوعة منها هذه الحروف وهي المعادن، وقد اعتمد في صناعة حروفه المعدنية على الطريقة نفسها التي تستخدم في صناعة الحلي الذهبية معتمدا على معادن رخيصة السعر كالرصاص، ثم أضاف إليه القصدير ليجعله أكثر مقاومة للصدأ والتآكل، كما أضاف "الأنتيمون" لتصبح تلك السبيكة المعدنية مثالية في إنتاج حروف طباعية متفرقة لا تتآكل بسرعة، ولا تصدأ، ولا تتمدد بالحرارة أو تنكمش بالبرودة، وكان أول ما طبعه "جوتنبرج" بهذه الطريقة هو "الكتاب المقدس".
ولم يتوقف فضل "جوتنبرج" على الطباعة الحديثة على ابتكار فكرة الحروف المعدنية المتفرقة بل أوجد طريقة للإمساك بتلك الحروف بعد جمعها، وابتكر كذلك (إطاراً) يضع فيه السطور المراد جمعها، بل حاول أن يقدم العديد من التجارب لصناعة "حبر" يتميز بدرجة لزوجة عالية لتناسب الحروف البارزة، كما أنه وضع تصميماً لأول طابعة في تاريخ البشرية.
وقد انتشرت الطابعة أول الأمر في مدن ألمانيا مهد "جوتنبرج" ثم انتقلت إلى إيطاليا، فسويسرا، وفرنسا، وهولندا وبلجيكا وأسبانيا وأخيراً انجلترا، أما الولايات المتحدة الأمريكية فلم تعرف الطابعة إلا في أوائل القرن السادس عشر.
أنواع الطباعة:Û
عرف الإنسان ثلاث أنواع للطباعة هي:
1- الطباعة بالحروف البارزة:
وهي الطريقة التي بدأها "جوتنبرج" بالحروف المنفصلة.
2- الطباعة الغائرة:
حيث احتاج الإنسان إلى تطوير نمط طباعي يمكن من طبع الصور والرسوم التي لم تكن لطباعة البارزة تستطيع القيام بها، فظهر نوع آخر من الطباعة سمي (بالروتوغرافور) أي الطباعة من السطح الغائر، وإن اقتصر استخدامها على إنتاج المطبوعات الفاخرة المصورة لاسيما المجلات.
3- الطباعةالحجرية (الملساء):
وهي الطريقة التي عرفت أيضاً بطريقة (Lithography) والتي توصل إليها "لويس سينفيلدر"، وانتشرت بسرعة لأنه أقل تكلفة وأكثر دقة، وتعتمد على معالجة الأجزاء الطباعية بحبر دهني، ومعالجة ما حولها (الأجزاء غير الطباعية) بالماء، بحيث نضمن عدم اختلاط أي منهما بالآخر في أثناء الطباعة. Û الطباعة في العالم العربي:
نشأت الطباعة العربية أول الأمر خارج حدود العالم العربي، حيث طبع القرآن والإنجيل والتوراة في أوروبا، كما أخرجت المطابع الهولندية والإنجليزية والفرنسية مئات من كتب التراث العربي الخالد.
وقد تأخر العالم العربي في معرفة الطبااعة بطرقها المختلفة لعدة أساب في مقدمتها الحصار الذي فرضه العثمانيون على العالم العربي بشكل فرض عليه العزلة لسنوات طويلة، الأمر الذي انعكس بالسلب على مختلف جوانب الحياة في العالم العربي فساد التخلف والجهل، فضلاً عن عدم اهتمام وإيمان العثمانيين أنفسهم بإدخال الطباعة وأهميتة لنهضة الشعوب خاصة بعد المرسوم العثماني الذي اعتبر الطباعة"رجس من عمل الشيطان".
وكانت لبنان أول بلد عربي يعرفالطبااعةوإن كانت بحروف غير عربية، بينما كانت سوريا أو بلد عربي يعرفالطباعة بحروف عربية، أما مصر فلم تعرف الطباعة إلا في عهد الحملة الفرنسية التي حملت معها مطبقة ذات حروف فرنسية وعربية.
ويعتبر "محمد علي" صاحب الفضل والسبق في إرساء أو مطبعة مصرية هي مطبعة بولاق عام (1821) وكانت تعتمد علىالطباعةالحجرية (الملساء)، ولم يكتف "محمد علي" بإنشاء تلك المطبعة ولكن وفر لها المادة الخام، بإنشاء مصنع صغير للورق، وأرسل البعثات إلى أوربا لتعلم فن الطباعة، كما استخدم الخبراء من فرنسا وإيطاليا لتعليم المصريين فن الطباعة.
ثانياً: العواملÛ المؤثرة في نشأةالصحافة:
• المفهوم العلمي للصحافة:
مازال الطموح إلى إيجاد تعريف شامل للصحافة أملاً يراود الكثيرين من العاملين في الدراسات الصحفية، غير أن التجربة التاريخية والواقع العلمي يؤكدان صعوبة ذلك، ذلك أن مفهوم الصحافة قد اتخذ أبعاداً جديدة مع تطور الممارسة الصحفية، ونمو الدراسات الصحفية، بحيث لم يعد هناك اليوم مفهوماً واحداً للصحافة يمكن أن يتفق عليه الجميع، وعلى هذا الأساس فإن أية محاولة لتحديد المفهوم الحديث للصحافة لابد أن نلجأ لأكثر من مدخل، نرصد منها أربعة مداخل على النحو التالي:
1- المدخل اللغوي:
ويبحث في المعنى القاموسي لكلمة "صحافة"، ويرجع الفضل "لنجيب حداد صاحب صحيفة "لسان العرب" لاستعماله لفظ "الصحافة" بمعنى صناعة الصحف والكتابة فيها، ومنها اشتقت كلمة "صحفي".
2- المدخل القانوني:
ويبحث في التعريف الذي تأخذ به قوانين المطبوعات باعتبار أن الصحيفة هي دورية مطبوعة تصدر في عدة نسخ، وبشكل منتظم، وفي مواعيد ثابتة متقاربة أو متباعدة.
3- المدخل الأيديولوجي:
حيث يعني هذا المدخل بطبيعة العلاقة التي ترتبط الصحافة بالواقع الاجتماعي والاقتصادي في المجتمع الذي تصدر به الصحيفة، حيث تتأثر بالنظام السياسي والاجتماعي القائم ومن ثم بالأيديولوجية التي يؤمن بها هذا المجتمع، مما أنتج المدارس الصحفية المتباينة منها الليبرالية والاشتراكية.
4- المدخل التكنولوجي:
حيث ارتبط ظهور الصحف تاريخيا باختراع المطبعة، وكانتالطباعةمرحلة متميزة في تاريخ البشرية، وقد دخل التطور في تكنولوجيا الإعلام والاتصال في السنوات العشر الأخيرة مرحلة جديدة بات معها وجود الصحف ذاتها محل تساؤل، ولم يكن غريباً أن يطرح السؤال التالي: هل يشهد القرن الحادي والعشرين نهاية الصحف المطبوعة لتحل محلها الصحف الإلكترونية؟ وهل ستؤدي المعالجة الإلكترونية للصحافة في مختلف مجالات العمل الصحفي إلى هدم الأسس الجوهرية التي يقوم عليها مفهوم الصحف باعتبارها دوريات مطبوعة تصدر بشكل منتظم وفي مواعيد ثابتة؟ وهل سيقدم الإعلام الإلكتروني بدائل عملية للصحف؟
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق